“سيوة أرض النخيل” هي تلك الواحة المصرية الساحرة ذات الطابع الفريد والجذاب في أرض الصحراء الغربية،
والتي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ والشاهدة على الكثير من العصور، بدءًا من العصر الفرعوني مرورًا بالعصر الروماني وحتى الفتح الإسلامي،
ولازالت إلى يومنا هذا تٌعد نمطاً مصريًا فريداً يجمع بين أصالة الماضي وأمل المستقبل، يحتضن الكثير من الخيرات والكنوز الطبيعية والأثرية
سيوة و أصل الكلمة
وعن أصل كلمة “سيوة” فهي مشتقة من لفظة “سيخت-آم” ويُقصد بها أرض النخيل -كما ذكر بعض الباحثين- وأُطلقت عليها قديماً العديد من الأسماء، منها: اسم “بنتا” الذي تم اكتشافه في النصوص القديمة المكتوبة في معبد إدفو،
وسُميت أيضًا باسم “واحة آمون” وظلت على هذا الأسم إلى عهد البطالمة الذين أطلقوا عليها لاحقاً اسم واحة “جوبيتر آمون”، وأطلق عليها العرب أيضًا اسم “الواحة الأقصى”
موقع سيوة الجغرافي
وتقع واحة سيوة على بعد 830 كم من القاهرة، في قلب صحراء مصر الغربية، وتَبُعد حوالي 300كم عن ساحل البحر الأبيض المتوسط وتحديدًا إلى الجنوب الغربي من محافظة مرسى مطروح، التي تتبعها من الناحية الإدارية،
ويسكنها قرابة 50 ألف نسمة، يعمل أغلبهم في السياحة والزراعة خاصةً زراعة النخيل والزيتون، لأن مناخها الصحراوي الجاف هو المناخ الأنسب لمثل هذه الزراعات
وتشتهر سيوة بمعالم أثرية كثيرة ترجع إلى العصور القديمة. من أشهرها:
«جبل الموتى»
وهو عبارة عن جبل يحتوي على نحو أكثر من 3 آلاف مقبرة محفورة في الصخر، تعود تاريخها إلى الأسرة الـ26، ويُعد بمثابة الجبانة الرئيسية في عصور القدماء المصريين،
وتم اكتشافها عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية
وهو عبارة عن جبل يحتوي على نحو أكثر من 3 آلاف مقبرة محفورة في الصخر،
تعود تاريخها إلى الأسرة الـ26، ويُعد بمثابة الجبانة الرئيسية في عصور القدماء المصريين، وتم اكتشافها عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية
«قلعة شالى»
التى يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وهذا الأسم يعنى باللغة السيوية “حصن المدينة” فقد شيدت للدفاع عن الواحة،
وحسب التقارير والمراجع التاريخية؛ أنها القلعة التي شهدت تتويج الإسكندر ملكًا بمعرفة كهنة آمون ولُقب وقتها بـ “ابن آمون”
«عين كليوباترا»
وهي إحدى العيون الفرعونية التي يقال إن الملكة كليوباترا سبحت فيها بنفسها أثناء زيارتها لسيوة،
ويُقال أيضًا أن الإسكندر الأكبر زارها في رحلته إلي معبد آمون. وتُعد من أشهر المقاصد السياحية بسيوة،
وأهم ما يجذب السائحين إليها أن مياهها ذات طابع خاص، فتجدها دافئة في الشتاء وفي الصيف تشعر بأنها باردة
«معبد آمون»
الذي أقيم فى العصر الفرعونى لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة،
نظراً لموقع سيوة كملتقى للطرق التجارية بين جنوب الصحراء وشمالها وغربها وشرقها،
وتتجه أنظار السائحين إلي المعبد كل عام لمشاهدة تعامد الشمس عليه، في شروق يوم 21 مارس فيما يعرف بيوم الاعتدال الربيعي،
وتتكرر مرة أخرى خلال العام يوم 23 سبتمبر فيما يُعرف بالاعتدال الخريفي
«جبل الدكرور»
وهو عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة في جنوب سيوة.
يشتهر برماله الساخنة مما أكسبه خصائص علاجية وجعل منه وجهة للمصريين والأجانب في فصل الصيف
,للاستمتاع بحمامات الرمال لعلاج الروماتيزم وآلام المفاصل والعمود الفقري والأمراض الجلدية
الاستثمار في سيوة
ووقوع سيوة وسط الصحراء لم يمنع من انتشار المياه العذبة في أرجائها في صورة عدد كبير من الآبار والعيون يصل إلى 200 عين
-يختلف مقدار كل بئر عن البئر الآخر- تستخدم في أغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج
وأكد الكثير من خبراء الزراعة والري أن هذه الإمكانيات المائية الهائلة بسيوة والصالحة لاستصلاح آلاف الأراضي؛
جذبت أنظار الكثير من المستثمرين إليها وجعلتها من المناطق الزراعية الواعدة، خاصةً بعد الشهرة العالمية التي اكتسبتها في زراعة النخيل -والتي لا تقل عن شهرتها كمنطقة أثرية-
ووصلت إلى أن أصبحت واحدة من أكبر المناطق المنتجة للتمور في العالم
ما دفع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” لمنحها شهادة “نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية”
لحفاظها على النظم البيئية والتراثية في زراعة النخيل،
وذلك خلال مهرجان التمور المصرية الثاني الذي عقد في سيوة في الفترة من 27 إلى 29 أكتوبر عام 2016
والذي نظمته جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالتعاون مع منظمة الفاو ووزارتي «التجارة والصناعة» و «الزراعة واستصلاح الأراضي»
أهداف المهرجان
- تطوير قطاع النخيل ودعم وتنشيط صناعة التمور المصرية
- تحديد المشكلات التي تواجه إنتاج وتصنيع التمور في مصر
- دراسة الحلول المقترحة لرفع الكفاءات المحلية في استهداف الأسواق التصديرية.